يقول د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن الأصل في التربية الصحيحة السليمة تحفيظ الناشئة القرآن الكريم منذ الصغر. ثم تعليمهم الدراسات القرآنية وهذا المنهج كانت تلتزم به الأسر في تربية الأولاد. وكان السبيل لفصاحة اللسان وتقويم السلوك. ومكارم الأخلاق. ورعاية الواجبات. وكان منارة الفهم الصحيح للإسلام. ونادرا ما تجد حافظا للقرآن الكريم ينتهج الغلو أو الإرهاب.

أشاد د. كريمة بمبادرة وزارة الأوقاف بإعادة حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومدارسته في المساجد. ويا ليت المؤسسات التعليمية تفتح الفعاليات الدراسية بحصة القرآن الكريم وأن يمنح الحفظة درجات إضافية تشجيعا وحافزا لهم.
أكد أن الكتاتيب كانت صروحا تعليمية وتربوية وليست وسيلة لتعليم القرآن الكريم فقط بل كانت تعمل علي نشر القيم الدينية العظيمة والانتماء للوطن في نفوس الأبناء إلي جانب دورها المهم في التوعية بمعاني كتاب الله والتحبيب في لغتنا العربية الجميلة كونها لغة القرآن الخالدة.. مشيرا إلي أن ربط التكنولوجيا الحديثة بالكتاتيب لكي تتواكب مع متطلبات العصر لهو شيء جيد وتفكير سديد لأن الأجيال الجديدة مرتبطة بوسائل التكنولوجيا ارتباطا وثيقا وبالتالي ربط الكتاتيب بالتكنولوجيا يقربهم منها ويحببهم فيها.

  عودة الروح  

يؤكد الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء أن الكتاتيب هي الأصل. وأنها تعد أكبر معمل تفريخ للنشء الذي ينفع دينه ووطنه. وأجيال جديدة تصب في مصلحة الوطن والمواطن والمجتمع بأسره. فلولا وجود الكتاتيب في حياتنا في السابق ما كان قد كتب لنا الوصول إلي ما وصلنا إليه اليوم.
أشار إلي أن المتتبع لمسيرة الكتاتيب قديما سيتعرف علي أهم من تخرجوا في الكتاتيب وكلهم من الأعلام في شتي العلوم أمثال المشايخ: الشعراوي وعبد الحليم محمود وجاد الحق ومحمد سيد طنطاوي وغيرهم من العلماء.. وعلي مستوي قراء القرآن ونجوم الإنشاد والشخصيات العامة يبرز لنا من تخرجوا في الكتاتيب علي سبيل المثال وليس الحصر المشايخ: محمد رفعت ومصطفي إسماعيل والحصري وعبد الباسط. المنشاوي. والبنا. النقشبندي. طوبار. الفشني وغيرهم ممن أثروا الحياة العلمية والدينية بمصرنا الحبيبة وهم كثر.

  التحصن بالقرآن  

يري الشيخ محمود الخشت نائب نقيب القراء ومشيخة عموم المقارئ المصرية أن قرار عودة الكتاتيب قرار صائب 100% مما يجعلنا ويجعل أولياء الأمور نعيش في طمأنينة دون أن نقلق علي أولادنا بعد اليوم بسبب تحصنهم بالقرآن الكريم في ظل وجود كُتّاب في جميع أنحاء الجمهورية.

  خطوة مهمة  

من جانبه يري محمد الساعاتي المتحدث الرسمي لنقابة قراء القرآن الكريم أن قرار عودة الكتاتيب هو بداية خير وبركة علي جميع النشء في مصرنا الحبيبة. مما يسهم بقدر كبير في عودة الروح إلي المصريين جميعا. كما أن الكتاتيب بعودتها تقوي الوازع الديني واللغة العربية "لغة القرآن وأهل الجنة" لدي أولادنا. وأراها "أي الكتاتيب" أكبر معمل تفريخ يقدم الأجيال الجديدة التي تمثل مصرنا الحبيبة في المحافل القرآنية داخل مصر وخارجها.
أضاف الساعاتي: القرار يدفعنا لأن نتقدم بعظيم الشكر والتقدير لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري علي هذه الخطوة المهمة التي تعد بمثابة عودة الروح للجسد. لأن الكتاتيب تخرج فيها أسيادنا ومشايخنا العظام بداية من الرعيل الأول ونجوم الزمن الجميل. مما يجعل البعض من المتخصصين يرونها بداية خير وبركة حقيقية. وبداية لتهذيب سلوكيات الشباب وحفظهم واتقانهم لكتاب الله علي أيدي مشايخنا الكبار المتقنين المحبين لأوطانهم.

  توجيهات الرئيس  

جدير بالذكر أن أهل القرآن من أعضاء نقابة القراء ومشيخة عموم المقارئ المصرية كانوا قد أعربوا عن بالغ سعادتهم بعودة الكتاتيب مما أثلج صدورهم ووجهوا التحية لوزارة الأوقاف المصرية ممثلة في وزيرها الهمام الدكتور أسامة الأزهري لأن الكتاتيب كانت في السابق وستظل سببا مباشرا في تربية وتعليم النشء علي الوسطية والاعتدال. وأن حفظهم للقرآن الكريم قد ميزهم عن الآخرين.

كما أكد أعضاء مجلس إدارة محفظي وقراء القرآن الكريم أن عودة الكتاتيب هي العودة لحياة أبناء الأمة الإسلامية. مما يساهم في تخريج أجيال صالحة متألقة في شتي أمور الحياة. وأنها ستغرس حتما القيم والمبادئ والأخلاق والقوة لدي الأبناء في جميع العلوم. فتحية لوزارة الأوقاف علي إكرام أهل القرآن الكريم حسب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كان الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف واللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية قد افتتحا "كُتـاب وحلقات القرآن الكريم" بقرية كفر الشيخ شحاته بمركز ومدينة تلا كأول نموذج يتم افتتاحه علي مستوي الجمهورية. وذلك ضمن مبادرة "عودة الكتاتيب" لإعادة إحياء مشروع تحفيظ القرآن الكريم بالقري المصرية من جديد ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان". والتي تعكس حرص وزارة الأوقاف علي استعادة الدور الريادي للكتاتيب في تنشئة الأجيال علي قيم القرآن الكريم.. حيث التقي الوزير والمحافظ  عددا من أطفال القرية من حفظة القرآن الكريم بكتاب الشيخ محمود أبو عامر. وأشاد الوزير بالنموذج المتميز للكتاتيب الذي تقدمه المنوفية كصورة من صور تألق المدرسة المصرية في خدمة القرآن الكريم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل